Sunday, May 27, 2012

الخروج من المأزق. المقاطعة ليست الحل.

 أولا: أنا ليبرالي وبالرغم من ذلك فأنا واحد من قلة القلة الذين صوتوا لخالد علي اليساري جدا والذي بدا لي ساذجا في كلامه الاقتصادي  ولكن صادقا في نية محاربة الفساد وكذلك انه  ليس من محترفي السياسة الذين أرى ان كلهم فاسدون بدرجة أو أخرى وفي اعتقادي كذلك إنهم السبب الرئيسي في تخريب جهود البرادعي والقلة المخلصة لاستكمال إنجازات الثورة. إن فسادهم وغدرهم هو السبب الأساسي في عدم تمكنه من العمل معهم واتجاهه للعمل مع الشباب لانهم لم يلوثوا بعد بطول العمل بالسياسة. أنا شخصيا ارى ان البرادعي يجب  ان يتعلم ان يتعامل مع فساد شعب بأكمله بما في ذلك الشباب , ويكفي ان نرى كيف ان الكثير منهم تم شراؤه وافساده بمنتهى السهولة.

طبعا لم يكن عندي أي اوهام بإمكان فوز خالد علي بالرئاسة, ولكن منطقي كان إنه إذا حصل على نسبة معقولة من الاصوات , سيجعل ذلك موقفه كمناضل حقوقي أقوى بكثير في محاربة الفساد, واعداده لان يكونا منافس فعلي على الانتخابات القادمة 2016 أو فتح الباب لمن يكون في مثل سنه وخلفيته السياسية.

بالتأكيد أصابتني نتيجة انتخابات الرئاسة بحالة إحباط شديدة, ليس فقط بالنسبة الهزيلة التي حصل عليها خالد, ولكن بسلوك الشعب واختياراته وكذلك تقاعسه عن التصويت بنفس نسبة الاستفتاء أو مجلس الشعب. وأنا متأكد ان بعيدا عن مؤيدي الدقنجية والشفاشق ان الباقي (النسبة الأكبر) يشاركني نفس الاحباط. وخاصة ان الاعادة بين انثنين لايمكن باي حال ان أوافق على أي منهم. واليكم اسبابي باختصار:
  • شفيق: واحد من أكبر الفاسدين المتصلين بصلة نسب إلى مبارك واتباعه بجانب خلفيته العسكرية (وبالمناسبة, الجيش مؤسسة فاسدة جدا, وأي فرد خدم فيه يعرف ذلك). تلك الخلفية التي يجب ان تكون عيب وليس  ميزة تضاف إلى شخص في الادارة,. أنا شخصيا لي تجارب مريرة مع عقلياتهم في العمل المدني والادارة. حتى في أعمال مثل مديري أمن أو مايمكن ان يكون من المفترض ان يكون في مجال خبراتهم. يضاف إلى ذلك هذا الكم من قضايا الفساد الذي تم الطرمخه عليها بواسطة العسكر , وهذا طبعا يعطينا فكرة عن مستوى الفساد المتوقع في حالة فوزه والتنكيل بالثوار والمعارضه بجميع اشكالها.
  • أما الاخوان فلا اجد لهم أي تشبيه إلا السرطان. إنها خلايا من نفس الجسم, تتحول وتستولى على دمه وتبدأ في مهاجمة جميع اعضاوه حتى تتمكن من الجسم كله. فـإذا لم يتمكن أي من الأنظمة السابقة من استئصال هذا الورم في جسد الشعب -بل بالعكس, قاموا بتغذيته وتقويته لاستعماله  ضد الاخرين - فـعلى الاقل يجب السيطرة على نموه والعمل على عدم انتشاره. وأنا لا اتحدث هنا عن القمع باي صورة ولكن باعادة الوعي إلى الشعب. لانه سيبقى دائما فئة متطرفة في أي مجموع ولكن بالحجم الفعلي وعدم تحويل شعب بأكمله إلى مهاويس مثل الألمان في عهد هتلر.

 والان كيف نخرج من هذا المأزقفي رأي المتواضع يجب ان نعمل بقدر الامكان على رفع نسبة حضور المحبطين مثلي  لانتخابات الاعادة وابطال اصواتنا باعداد كبيرةمع رسائل سياسية على ورقة الاقتراع واستعمال ذلك بكثافة في الميديا. ذلك سيضعف بشدة شرعية أي فائز في هذه الانتخابات وخاصةً أمام الرأي العام المحلي و العالمي.  
ضعف نسب الحضور سيفتح المجال للتلاعب في الانتخابات مع خفوت صوت المعترضين على المرشحين الاثنين. وإذا سارت الامور بنفس المنوال , فـطبعا سيتم تزوير النتيجة لصالح شفيق. أما إذا كان هناك اعتراض شديد على المرشحين فـذلك سيقوي المعارضة الحرة ويضع الفائز في موقف حرج في حال بدأ في قمعها.
في اضعف الأحوال, وإذا رأى أي فرد إنه يجب ان ينتخب, فـأن ترجيح كفه شفيق سيجبر الاخوان على الاصطفاف مع المعارضه وهنا يمكن استغلالهم كما تعودوا هم ان يستغلوا أي وضع. أنا اعرف ان هذا كلام براجماتي حقير, أنا نفسي احتقر براجماتية الاخوان بشدة, ولكني لم اتعود على تلقي الضربات منبطحا. أنا إنسان مسالم بطبعي ولكن لا تضعني في ركن وتنتظر مني الاستسلام ببساطة. فاذا لم يفلح اي حل سياسي للأزمه, فالعوده للشارع هي الحل.

المقاطعة ليست الحل. الثورة مستمرة